| حكايات جدّاتنا وكائنات أخرى تكبر فينا كلما اقترب العمر من | |
|
+6الفقبه200 almaseh a123 فارس الاحلام اميرالشوق ameralfage 10 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ameralfage
المدير العام
الأوسمة :
الجنس : عدد المساهمات : 369 تاريخ التسجيل : 18/11/2009
| موضوع: حكايات جدّاتنا وكائنات أخرى تكبر فينا كلما اقترب العمر من الأربعاء ديسمبر 02, 2009 2:14 pm | |
|
بقلم الكاتبة احسان الفقيه الباقي من جمال المدن أطلالها المنسوبة الى أزمنة لم نعشِها بما فيه الكفاية، أزمِنة قيل انها كانت أكثر شفافية بل أكثر خيرا.. لا أدري ماالذي يعنينا مادمنا لم نعشها..؟ فثمّة زمن نعيشه هذه اللحظات قد لايكون سيئا بدرجة السوء الذي توقّعه الذين سبقونا.. وماهذه السطور الا رشفة من أطياف "حبيبة" لكائنات تُطبق عليك دائما وتهمس في أُذنك مُجلجِلَةً بالحنوِّ، كائنات تكبر وتكبر في عتمة أيامك الآخذة بالنموِّ كلما اقترب العمر من نهاية مهرجانه. انها الذكريات سيدة اوقات التعب، انها الخيط الرفيع المتعرّج كخيط في ثوب يُحاك "بسنّارة الصبر" للتوِّ على غفلة من معامل الألبسة الجاهزة. حكايات الجدّات الجميلات اللاتي تزوجن باكرا وأنجبن العشرات من الذكور والاناث دون أدنى خوف من سرطان الثدي وترقق العظام. أهازيج الحصّادين ومواسم الخير، وجبهة "جدّي و جدّك" المضمّخة بحمرة التراب والعرق المسكوب كقطر أطلقته السحب المثقلة هدية للمتعبين والذي أنبت قمحا وزيتونا وحُبّا مقسّما بين الأخوة وابناء العمومة بالتساوي... قصصهم التي لم تغادر الذاكرة ابدا وهي التي أسّست في خلايانا غرفا مقدّسة لايقربها الشيطان، عالية لايغرقها الطوفان، مُحكمة لا تهزّها زلازل الاحكام العرفية، سريّة عصيّة على الجلادين ذات اقتراف منا لجرم البوح. كنت أدخل حجرة جدتي بعد عودتي من المدرسة فتأخذني من يدي ثم تمسح ارتباكي بالبخور وعيدان الميرمية اليابسة، وتُدخِل رؤياي في منطقة التفاؤل بعد أن توسّد جبيني بكفّيها وتروح تُهرِق على رأسي آيات من كتاب الله والادعية المأثورة، وتنفخ انفاسها المحمّلة باسم الله على رأسي فنضحك – عن جهل منّا- في علانيّة مدهشة انا وابنة عمي "وسام" لتضحك منّا "جدتي" في سرّها وتُطلقنا للّعب بعد ان تستودعنا الله الذي لاتضيع لديه ودائع الجدّات. كنت اغضب من ابن عمي وأصرخ في وجهه "لن اتزوجك حين أكبر" كنت أمقتُ حجمه وأنعته دوما "بالفيل" الذي لا يصلح الا ان يكون حارس مرمى في فريق مدرسة القرية المجاورة التي لا نتمنى لها النصر على الاطلاق، فإذا بجدتي تنهرني وتلوذ بكلمات الصبر والتورية ثم تصلّي على "النبي" مرارا وتكرارا، وتلهج بسورة "الناس" وتعلن حنَقها على "الخنّاس" الملعون، فألتقط المعنى المراد، فأصمت عن حنقي عليه خوفا من أن تمسّه عينيّ بسوء. وتبقى رغم ضراوة الحاضر وشراسته أحضان الماضي دافئة وحميمية، عسلا مصفّى ومعلّما ومرشدا لآتٍ مشوّش التوقّع. والحكايات البدوية العريقة رفيقة الليالي الشتائيّة التي انقطع فيها شريان "الضوء" عن قريتنا والتي طالما سافرنا الى عوالمها برفقة جدي "رحمه الله" في رحلة متخيّلة نحو زمن "الجازية الهلالية" نعبُر معه التاريخ والجغرافيا الى بلاد بعيدة، وعصور سحيقة حيث قبائل بني هلال وبني سليم وزغبا ودريد والجعفرية ورياح "اصحاب سيرة بني هلال" والقاطنين في صحراء نجد العربية في القرون الغابرة، وأنا المولودة بعدها بألف عام كنت اشعر نحو حكاياتها بنوع من الشغف في حين كان يتحدث عنها جدي بعشق خفيّ تتحوّل سياطه الى "غيرة نسوية" نعرفها في اهتياج جدتي ودعوتها لنا ان "نفرنقع" ونذهب الى فراشنا الصوفي بأرضه وسمائه. ارى ابتسامتكم جميعا، معظمكم بالتأكيد قد تورّط بحكايات الزمن الجميل بمنأى عن الاجهزة الحديثة التي سرقت منا الوقت وسرقت منا أصل الحكاية. تعتبر الجازية الهلالية واحدة من تلك الاشارات التي لن يخفت ضوؤها مهما مرّ عليها الزمن فهي تجربة لامرأة ولدت في مجتمع قبليّ بكل ماتعنيه كلمة "قبيلة" من مكانة هامشيّة للمرأة ومن إقصاء لها عن اي دور له علاقة بتقرير المصير، ورغم ذلك استطاعت ان تحصل على ثلث مشورة قومها وتساهم بفعالية في صنع القرار، بل وأصبحت أشهر الشخصيات النسائية العربية على مر العصور وكان لها مكانتها عند قومها "بني هلال". لطالما قرأ جدي في عينيّ ذلك التحدي الذي كانت تتصف به "نورباق" وهو اسمها والجازية لقبها، حيث لم يكن مثلها لا في الشرق ولا في الغرب والتي كانت فصيحة المقال ولطيفة المحضر والمنظر، لا أُخفيكم أني ومن فرط جهلي بالواقع والتوقّعات حلمت بأن أكبر لأحذو حذو "الجازية" لأستلم منها شعلة التحوّل والانطلاق وحريّة الرأي كامرأة تنتمي الى القبائل المحافظة، ولكني أدركت بعد ثلاثين عاما من شطحات احلامي أنه: "لا الزمان زماني ولا المكان مكاني أصلا" وكيف لجازية ان تحيا بين قوم تولّى أمرهم ثلُّة من شرذمة قليلون يتناوبون على مقاعدهم ضمن لائحة يقلّب أسماءها مسوخ من بلاد العم سام. وتحدثني والدة زوجي عن والدها الذي طالما جلجل صوته آمرا ناهيا في كرومه في "خلّة حاضور" في الخليل، و مدينة الخليل ياسادتي ليست كأي مدينة مع ان كل مدينة فلسطينية ليست كسواها وينطبق هذا على كل مدينة وقرية اردنية ايضا، وسأتحدث عن الخليل ضمن موضوع خاص يعتمد على حكايات الحاجة "ام حسن" التي يلتبس عليها المكان احيانا فتقول عن عمان الخليل وتقول عن الخليل عمان، ونحن نصحح لها بفرح لا يخلو من الحب.. ارأيتم اجمل من هذه الذاكرة المتشابكة...؟. حدّثها والدها عن الثوّار وظلم الأتراك وعن قوافل اليهود ومراكبهم وصناعاتهم وعن بدايات الخوف من مؤامرة دولية لا تخلو من خيانة المُقرّبين، ليتأكد لهم الأمر جليّا فيما بعد حين أرسل "المغضوب عليه وزير خارجية امبراطورية الانجليز بلفور" برسالته الى زعيم الصهيونية والتي تتضمن وعدا يتعهدون من خلاله الوقوف الى جانب اليهود ودعمهم بأفضل مالديهم لتأسيس دولة يهودية في فلسطين، تؤكد "حماتي الطيبة" ان الذنب في عنق الانجليز الى يوم القيامة، تلك الثقافة الفطرية التي تعتمد على حديث الكبار في المضافات وتحت عرائش العنب وامام الدكاكين وفي طريق العودة من المساجد، وهذه العقول التي كانت في تلك الايام "صغيرة وبريئة" تُطلّ علينا الآن لتقدّم لنا أجمل ما لديها بعد ان استهلكها الزمن وسلب منها كل شيء الا حكمة في المنطق وقوّة في الموقف، تعود بعد "صمت غريب" وكأنها تقرأ الماضي المحفور في كهف ذاكرتها وتقول: ان الانجليز يا ابنتي تعهدوا والتزموا بأن يحافظوا على سلامة العرب في فلسطين من مسلمين ومسيحيين وان لايسمحوا لليهود ان يتعرضوا لهم بأذى ولكن اليهود هم اليهود في اي مكان وفي اي زمان لعنهم الله يا ابنتي (وتنظر بعينيها المطفأتين الا من بعض التقوى) الى سقف الغرفة محلّقا حزنها للبعيد، وتتمم قولها: والانجليز "طلعوا مش زلام" الله لا يوفقهم. والدها ورغم انتمائه لدول عدم الانحياز الا انه كوالد جدّي تماما كانا يؤمنان كما يؤمن الكثيرون بالانحياز الشديد بل والمبالغ فيه لكل ماهو عربي، على الأقل كانوا منحازين للموت الذي بات أليفا كقطّة تموء في صباحات موسم التكاثر، كانوا منحازين للبقية الباقية من ماء الوجه وماء الارض. كنت ألمح بعيني جدي بريق تلك اللمعة التي لمحتُها قبل قليل بعيني الحاجة "ام حسن" كل منهما حدثني عن أبيه وتلك الدمعة هي التي تخرج من بين ضلوعي الآن لأني أحدثكم عن "جدي"، ذلك الجميل الملفّع بلهفة الموت وحنين التراب. هاهي تراني أكتب وهي تغني وكان ايضا جدي يغني ان حدثني عن الأمس البعيد، إنهما يتشابهان ايضا في تغميضة العينين اثناء الغناء الخارج من لهفة البوح المشتاق للماضي، تردد اغنية عتيقة بقدر ماهو الحزن عتيق، بقدر عمق هذا الحب، حب الارض و حبّ الأهل الذين عادوا الى ارحام امّهاتهم طيبين طهورين كما خرجوا منها، رائحة النعناع المعطّر اليانع في حوض أسفل نافذة غرفة الجلوس، كان كفيلا بمنحها غفوة قد تصل بها الى حدود الانعتاق والتحرر من عالم يغصّ بالمفقودين من الاحبّة. أما اغنيتي انا فتزيدني استيقاظا في الوقت الذي راحت الأشياء من حولنا تسترخي لنوم أشبه بالموت، هو يستيقظ والاشياء تنام، أغانٍ تسرح في الشرفات المظلّلة بعروش العنب، تطرق الأبواب الخشبية الضخمة، تتدلّى في زوايا الحجرات المقنطرة بشبابيكها الكبيرة كالابواب، و تمدّ الفوانيس والبلورات برهبة الغياب. البلاد بمن عليها مضت في نوم قد يطول ويطول ويطول، بينما بقي جدّي وكلّ من يشبهه من الاجداد الطيبين حاضرا لاينام يرقب امنياتنا ويرقب حكمة المرحلة وينصت لشخير الأمّة المتصاعد.
| |
|
| |
اميرالشوق الاعضاء
عدد المساهمات : 7 تاريخ التسجيل : 04/12/2009
| موضوع: رد: حكايات جدّاتنا وكائنات أخرى تكبر فينا كلما اقترب العمر من الجمعة ديسمبر 04, 2009 9:11 pm | |
| Thanked my brother for a great topic | |
|
| |
ameralfage
المدير العام
الأوسمة :
الجنس : عدد المساهمات : 369 تاريخ التسجيل : 18/11/2009
| موضوع: رد: حكايات جدّاتنا وكائنات أخرى تكبر فينا كلما اقترب العمر من السبت ديسمبر 05, 2009 1:17 pm | |
| [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] | |
|
| |
فارس الاحلام الاعضاء
عدد المساهمات : 4 تاريخ التسجيل : 07/12/2009
| موضوع: رد: حكايات جدّاتنا وكائنات أخرى تكبر فينا كلما اقترب العمر من الإثنين ديسمبر 07, 2009 7:57 pm | |
| Thanked my brother for a great topic | |
|
| |
a123 الاعضاء
الجنس : عدد المساهمات : 3 تاريخ التسجيل : 12/01/2010
| موضوع: رد: حكايات جدّاتنا وكائنات أخرى تكبر فينا كلما اقترب العمر من الثلاثاء يناير 12, 2010 5:49 pm | |
| شكرا على الموضوع الرائع الذي يعبر عن الشعور الحقيقي الذي نحفظه بداخلنا اتجاه القريه الحبيبه كفرابيل [b] | |
|
| |
almaseh الاعضاء
الجنس : عدد المساهمات : 1 تاريخ التسجيل : 23/02/2010
| موضوع: رد: حكايات جدّاتنا وكائنات أخرى تكبر فينا كلما اقترب العمر من الثلاثاء فبراير 23, 2010 9:37 am | |
| تخبيص والله تخبيص ومين هيه احسان ومتى صارت كاتبة | |
|
| |
الفقبه200 الاعضاء
الجنس : عدد المساهمات : 2 تاريخ التسجيل : 25/05/2010
| موضوع: رد: حكايات جدّاتنا وكائنات أخرى تكبر فينا كلما اقترب العمر من الثلاثاء مايو 25, 2010 4:12 am | |
| احسان الفقيه تنكرت لكفرابيل في قصيدة اخري | |
|
| |
الفقبه200 الاعضاء
الجنس : عدد المساهمات : 2 تاريخ التسجيل : 25/05/2010
| موضوع: رد: حكايات جدّاتنا وكائنات أخرى تكبر فينا كلما اقترب العمر من الثلاثاء مايو 25, 2010 4:18 am | |
| عربية، من شمال الاردن من قرية مغمورة بالتعب والحب المؤجّل، قريتي تدعى "كفرأبيل" لكنها لم تكفر الا بأمثالي. أزعم أني قارئة جيدة، كاتبة مبتدئة، ليتني أتقن الكتابة كما أتقن العشق وفنون العشق، عربية جدا وفلسطينية جدا واردنية جدا، أحب الكبار جدا جدا، وأكره اقزام الروح جدا جدا... ياليتني ولدت قبل مائة عام... ويا ليتني غادرت مع من مرّوا من هنا....
هذا كلام احسان الفقيهعن كفرابيل | |
|
| |
عاشق كفرابيل المشرفين
الأوسمة :
الجنس : عدد المساهمات : 74 تاريخ التسجيل : 20/07/2010
| موضوع: رد: حكايات جدّاتنا وكائنات أخرى تكبر فينا كلما اقترب العمر من الثلاثاء يوليو 20, 2010 3:23 pm | |
| احسان الفقيه لما كل هذا الحسد ولما كل هذه الغيره ما وصلتي اليه صعب على الكثيرين ان يصلوه ولو حتى بالاحلام احترم قلمك جدااا جدا ويكفي انك ترعرتي في ظلال بلدتنا الرئعه كفرابيل | |
|
| |
bnt kufrabeel المشرفات
الأوسمة :
الجنس : عدد المساهمات : 306 تاريخ التسجيل : 05/08/2010
| موضوع: رد: حكايات جدّاتنا وكائنات أخرى تكبر فينا كلما اقترب العمر من الجمعة أغسطس 06, 2010 4:39 pm | |
| انتي من بيننا ومن اهلنا وكل كلمه من كلماتك اكثر من رائعه ولا تنتظري منا سوى التحفيز والتشجيع فمن يجرؤ على تهميش كلام جميل كاهذا فانا احب الاهتمام بلذات ليس تكبروغرور لا بل تطور وعلو فنحن لم نخلق هاكذا بل لننتج شي في حياتنا فسيري واتركي ورائك بصمات ثابته لا يمحوها الزمان فانت منا وستبقي هكذا . اختك بنت الفقيه .. | |
|
| |
ashekat alsamt الاعضاء
الجنس : عدد المساهمات : 32 تاريخ التسجيل : 09/08/2010
| موضوع: رد: حكايات جدّاتنا وكائنات أخرى تكبر فينا كلما اقترب العمر من الثلاثاء أغسطس 10, 2010 6:55 pm | |
| شكرا على الكلام الرائع ولاكن مهما تحدثنا عن هذه الارض الطيبه لن نوفي حقها فهذه كفرابيل[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة] | |
|
| |
احسان الفقيه الاعضاء
الجنس : عدد المساهمات : 3 تاريخ التسجيل : 15/09/2010
| موضوع: رد: حكايات جدّاتنا وكائنات أخرى تكبر فينا كلما اقترب العمر من الأربعاء أكتوبر 20, 2010 4:10 pm | |
| أأستغرب من اتهمني ويتهمني بأني تنكرت او من الممكن ان اتنكر لقريتي التي شكلتني وكبرت في مرابعها والتي تسكن في دهاليز الروح تحيتي لكل حي وحارة وملعب وخرابة وبيت وحاكورة في قريتي الباقية كفرأبيل بكل ما فيها ومن فيها احسان محمود الفقيه | |
|
| |
| حكايات جدّاتنا وكائنات أخرى تكبر فينا كلما اقترب العمر من | |
|